قال تعالى ﴿ وَفِي أَنفُسِكُمْ أَفَلَا تُبْصِرُونَ ﴾[1] ، ﴿ أولم يتفكروا في أنفسهم ﴾[2] .
لن يصل الإنسان إلى جميع أسرار نفسه حتى تقوم الساعة، وكلما تعرفنا على أنفسنا تعرفنا على الحقيقة وتعرفنا على الكون كله من حولنا بمعطياته المختلفه على الانسان، وأرى أن الإنسان يوازي السماوات والأرض، صحيح أن السماوات والأرض أكبر منه حجماً لكنه أعظم منها مكانة وقدراً وأسراراً في حالاته المثالية السوية.
هنا سوف أشير إلى بعض خصائص الإنسان علماً أن هذا الموضوع يبدو عادياً في ظاهره ولكنه يحمل في طياته فوائد وأسرار تنوء بحملها افكار الكتب:
الإنسان يتكون من خمسة أركان رئيسيّة:
• الروح: وهي ارقى شيء في المخلوقات، وهي من روح الله عز وجل وكل المعجزات والخوارق تدعمها الروح ﴿ وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الرُّوحِ قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي وَمَا أُوتِيتُم مِّن الْعِلْمِ إِلاَّ قَلِيلاً ﴾[3] ...ولها أهمية عظيمة.. الجدير بالذكر أن الروح بالنسبة للجسد (كما أحسبها العلماء) كالسماوات بالنسبة للأرض!!
أو: الجسد يعتبر قشرة كقشرة البيضة الكبيرة جداً، فجدير بنا لهذه الأسباب وغيرها أن نعتني بالروح كثيراً.
سمات الانسان وكيفية التعامل معه:
فكل خاصية في الإنسان تحتاج إلى سمات كثيرة من الأغذية والحماية والتطهير والنظافة.. فعلى سبيل المثال:
•[color:6689=red:6689] الحب هو غذاء للقلب: لكن يجب أن يكون هذا الحب يخضع الانسان بجميع أطيافه ليس ضعفا وانما لكي يغذي جميع أطيافه.
• ركن الجسد: وهذا الجسم الذي وهو أيضاً يحتاج إلى عنايات وإصلاحات ومراعاة، واهتمامات منا ولابدمن الكثيرين ان يعرف كيف يتعامل معه حسب وعيه وثقافته ولكونه يرتبط بالنهاية بالروح، ويجب على الانسان إدارته ومراعاة صحته بعلم وعزم ومسؤلية لانه أيضاً مرتبط ببقيّة الأركان..
• ركن النفس: وهي تقع بين الروح والجسد وكأنها طبقة توافق بينهما، «الجسد» وإدارة النفس بعلم ولباقة ومعرفه مهم جداً، حيث أن معظم الأمراض الجسدية لا تكون حتى تجرح جزء من النفس ثم تعبر إلى هذا الجسد المسكين، وقد اكتشفوا أن نسبة كبيرة قد تكون 80 % من الأمراض الجسدية تكون أسبابها أمراض نفسية مقابله!! لذلك عليك ان تحصّن روحك ونفسك ويسلم جسدك..
وانت تعرف من خلال ثقافاتك النفسية كيف تتعامل مع نفسك..
• ركن العقل: وهذا ركن ضخم هو الآخر!! وينقسم إلى عدة طبقات أهمها العقل الواعي والعقل الباطن، ولا تنسى أن تمرينه وتروضه كما تروض الجسد وتروض الروح والنفس..
• والعناية به من خلال: العلم، والتمارين يؤدي يالتالي الى تنشيط العقل، والتفكّر، والتأمل، والاسترخاء، وحسن النوم، والثقة فيه، والتغذية للدماغ: وخاصة بالتنفس النظيف والماء وبإنواع الفواكه والعسل والتمر، والدماغ يتغذى على الجلكوز كمادة رئيسية، وكل كلمة من هذه تحتاج ثقافة كامله من كل واحد منا، وكلنا يعرف أن العقل الباطن مركز ضخم للجسم ومساعد عظيم للانسان في جميع شوؤن الحياة.
• ركن القلب: وهذا ضخم جداً وأهميته بالغة: والقلب كما نراه جميعآ هو ذلك الجزء الخطير الذي هو نواة النفس ويصل الى الروح ويؤثر فيها، والقلب الجسدي جزء من القلب الحقيقي: فالقلب الجسدي كالقشرة بالنسبة للقلب الحقيقي الذي في النفس أو الروح، والغذاء الرئيسي للقلب الحقيقي هو الإيمان، وحتى يتم الإيمان لابد من العمل الصالح وتفعيله في حياتنا لكي يترجمه إيماننا ويغذيه.
ومن بين أغذية القلب هو الحب النقى وهو ضروري جداً لنا كبشر نعيش ضمن منعطفات متقطعه نحتاج فيها لان نكون اقوياء القلب والعقل والنفس والروح كذلك يأتي غذاء التوكل والاعتقاد الصحيح.
ولا تنسى أن القلب «الحقيقي» مرتبط بالعقل الباطن بشكل مخيف، ومرض القلب من أخطر الأمراض على الإنسان فهو مهلك في الدنيا والآخرة، ولاتتم سلامته إلا بشرائع وانظمة الإسلام وتطبيقه بقناعه تامة على اختلاف أطيافها وأشكالها، ومن يترك شيئاً من أساسيات الإسلام كمن يترك الماء ويتعاطى الغذاء، أو كمن يقطع أوصال جسده ويترك الرأس لوحده أو بعض الجسد لوحده، ولا تنسى أن القلب نواة في النفس وبقتل تلك النواة أو افسادها تفسد النفس وما تلبث أن تهلك وتموت ولو بعد حين...
بالضبط كالذي يقلق مرة فلا نجد أثر ذلك ويقلق ثم يقلق مئات المرات حتى يكتئب ويصاب بمرض نفسي وعقلي فنجد أنها بدأت الأعراض الجسدية بعد ذلك حتى يهلك الجسد..
إإإذآآ انتبه: الامر أخطر مما تتصور!!
القلب عضو ملكي وعظيم في الإنسان يجب حمايته وتغذيته...بالايمان والعمل الصالح، كما أن الروح كذلك يصلها عبق ورائحة ذلك الإيمان والعمل الصالح، ومن بين غذاء القلب هو: الإخلاص لله عز وجل ونفي جميع الشركاء في عبادته ودعاءه، والرياء مرض خطير على القلب، اعبد الله في السر والعلن، ادي الزكاة كما تقيم الصلاة، تصدق بالسر كما تتصدق بالجهر عليك بالخلق الرفيع والحسن في الغيب والشهادة، لا تؤذي أحد حتى ولو لم يعلم، لا تقصر تجاه الإنسان حتى ولو كنت خلف ألاف الاستار, والابواب المغلقة.
كل ذلك من الإخلاص: أن تعبد الله وحده بالتوحيد والإيمان والعمل الصالح وتتقيه وتخشاه وتذرف بدموعك في الخلوة حبا له ورغبة في ما عنده، دون أن تشرك بالله أي شيء، ومن الجدير بالذكر أن القلب والروح لن تصفو ولن تستقبل ولن تتزكى إلا بالدين الذي يريده الله والذي ليس به أي تحريف، وهو آخر قرار عن الله ﴿ وَمَن يَبْتَغِ غَيْرَ الإِسْلاَمِ دِينًا فَلَن يُقْبَلَ منه وَهُوَ فِي الآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ ﴾[4] ومن غذاء القلب والروح والنفس هو تلاوة القرآن والصلاة هذا هو القلب الركن الخامس من أركان الإنسان.
ويمكن ترتيبها كالتالي:
1) ركن الروح.
2) ركن القلب.
3) ركن العقل.
4) ركن النفس.
5) ركن الجسد.
عندما نقارن بينها وبين أركان الاسلام نجد التالي:
1) الشهادتين «توحيد الله» ويرتبط بالروح التي هي من روح الله.
2) اقام الصلاة «عماد الدين» كالقلب الذي هو وسط النفس.
3) ايتاء الزكاة عن المال عموماً، ويقابل العقل الذي بداخله العلم وللعلم زكاة كما أن للمال زكاة.
4) ركن الصوم.. وهو تطهير للنفس.
5) ركن حج البيت: ويتحرك فيه جميع أعضاء الجسد وهو عملي واعتقادي.
ويلاحظ أهميّة جميع أركان الإسلام كأهمية أركان الجسم كلها فمن يترك الزكاة كمن فقد عقله ومن يترك الصلاة كمن فقد قلبه.. وهكذا...
من خلال الدراسات أن الإنسان يتكون من 14 طبقة رئيسية:
سبع طبقات من جهة الجسد، وسبع طبقات من جهة الروح، ومن بين الطبقات التي من جهة الروح هي طبقات الهالات أو «الطاقات»التي تبعث في الانسان نوع من القوة والايجابية.. تلك الطبقات الكثيرة تستوجب منك أن تراعي جميع الطبقات، وذلك الاختلاف في أطياف الإنسان يستحق مراعاته، والاهتمام به من خلال تغديته..
مثال «أنواع الغذاء»:
1) غذاء الجسد بجميع اطيافه: الحبوب، الفواكه، الماء..الخ.
2) غذاء الروح: وهي مرتبطه بالعبادات.
3) غذاء العقل.. الخ، القلب نفسه!!
كحب الله، وحب النفس، وحب الإنسان، وحب الدين، وحب الرسول ، وحب ذي الفضل، وحب الطبيعة، وحب الزوجة وحب الزوج.. الخ، كل اطياف الحب يجب أن تتوفر لتغذية طيف واحد من أطياف القلب!! وإلا حدث خللاً ما قد يكون صغيراً أو كبيراً حسب أهمية ذلك الطيف!!! ممايحدث خلل واضح على ذلك الانسان العظيم.
[1] سورة الذارايات الآية 21.
[2] سورة الروم الآية 8.
[3] سورة الإسراء الآية85.
[4] سورة آل عمران الآية 85
الجمعة 2 مارس - 2:46